فصل: تفسير الآية رقم (38):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (35):

{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)}
{فَلاَ تَهِنُواْ} تضعفوا {وَتَدْعُواْ إِلَى السلم} بفتح السين وكسرها، أي الصلح مع الكفار إذا لقيتموهم {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ} حذفت منه واو لام الفعل: الأغلبون القاهرون {والله مَعَكُمْ} بالعون والنصر {وَلَن يَتِرَكُمْ} ينقصكم {أعمالكم} أي ثوابها.

.تفسير الآية رقم (36):

{إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36)}
{إِنَّمَا الحياوة الدنيا} أي الاشتغال فيها {لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ} الله وذلك من أمور الآخرة {يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْئَلْكُمْ أموالكم} جميعها، بل الزكاة المفروضة فيها.

.تفسير الآية رقم (37):

{إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37)}
{إن يَسْئَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ} يبالغ في طلبها {تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ} البخل {أضغانكم} لدين الإِسلام.

.تفسير الآية رقم (38):

{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}
{هاأنتم} يا {هؤلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله} ما فرض عليكم {فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ} يقال بخل عليه وعنه {والله الغنى} عن نفقتكم {وَأَنتُمُ الفقرآء} إليه {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ} عن طاعته {يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} أي يجعلهم بدلكم {ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أمثالكم} في التولي عن طاعته، بل مطيعين له عزّ وجلّ.

.سورة الفتح:

.تفسير الآية رقم (1):

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)}
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} قضينا بفتح مكة وغيرها في المستقبل عنوة بجهادك {فَتْحاً مُّبِيناً} بيِّناً ظاهراً.

.تفسير الآية رقم (2):

{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)}
{لّيَغْفِرَ لَكَ الله} بجهادك {مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} منه لترغب أمّتك في الجهاد وهو مؤول لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائية فمدخولها مسبب لا سبب {وَيُتِمُّ} بالفتح المذكور {نِعْمَتَهُ} إنعامه {عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ} به {صِرَاطاً} طريقا {مُّسْتَقِيماً} يثبتك عليه وهو دين الإِسلام.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)}
{وَيَنصُرَكَ الله} به {نَصْراً عَزِيزاً} ذا عزّ لا ذلّ معه.

.تفسير الآية رقم (4):

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4)}
{هُوَ الذي أَنزَلَ السكينة} الطمأنينة {فِي قُلُوبِ المؤمنين لِيَزْدَادُواْ إيمانا مَّعَ إيمانهم} بشرائع الدين كلما نزَّل واحدة منها آمنوا بها منها الجهاد {وَلِلَّهِ جُنُودُ السماوات والأرض} فلو أراد نصر دينه بغيركم لفعل {وَكَانَ الله عَلِيماً} بخلقه {حَكِيماً} في صنعه: أي لم يزل متصفا بذلك.

.تفسير الآية رقم (5):

{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)}
{لّيُدْخِلَ} متعلق بمحذوف أي أمر بالجهاد {المؤمنين والمؤمنات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا وَيُكَفّرَ عَنْهُمْ سيئاتهم وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ الله فَوْزاً عَظِيماً}.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6)}
{وَيُعَذِّبَ المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظَنَّ السوء} بفتح السين وضمها في المواضع الثلاثة، ظنوا أنه لا ينصر محمداً صلى الله عليه وسلم والمؤمنين {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السوء} بالذل والعذاب {وَغَضِبَ الله عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ} أبعدهم {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} أي مرجعاً.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)}
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السماوات والأرض وَكَانَ الله عَزِيزاً} في ملكه {حَكِيماً} في صنعه، أي لم يزل متصفاً بذلك.

.تفسير الآية رقم (8):

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)}
{إِنَّا أرسلناك شَاهِداً} على أُمَّتك في القيامة {وَمُبَشّراً} لهم في الدنيا بالجنة {وَنَذِيرًا} منذراً مخوّفاً فيها من عمل سوءاً بالنار.

.تفسير الآية رقم (9):

{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}
{لِيُؤْمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ} بالياء والتاء فيه وفي الثلاثة بعده {ويُعَزِّرُوهُ} ينصروه وقرئ بزاءين مع الفوقانية {وَيُوَقِّرُوهُ} يعظموه وضميرهما لله أو لرسوله {وَيُسَبِّحُوهُ} أي الله {بُكْرَةً وَأَصِيلاً} بالغداة والعشي.

.تفسير الآية رقم (10):

{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)}
{إِنَّ الذين يُبَايِعُونَكَ} بيعة الرضوان بالحديبية {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله} هو نحو {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} [80: 4] {يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} التي بايعوا بها النبي أي هو تعالى مطلع على مبايعتهم فيجازيهم عليها {فَمَن نَّكَثَ} نقض البيعة {فَإِنَّمَا يَنكُثُ} يرجع وبال نقضه {على نَفْسِهِ وَمَنْ أوفى بِمَا عاهد عَلَيْهِ الله فَسَيُؤْتِيهِ} بالياء والنون {أَجْراً عَظِيماً}.

.تفسير الآية رقم (11):

{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)}
{سَيَقُولُ لَكَ المخلفون مِنَ الأعراب} حول المدينة، أي الذين خلفهم الله عن صحبتك لما طلبتهم ليخرجوا معك إلى مكة خوفا من تعرّض قريش لك عام الحديبية إذا رجعت منها {شَغَلَتْنَا أموالنا وَأَهْلُونَا} عن الخروج معك {فاستغفر لَنَا} الله من تَرْك الخروج معك قال تعالى مكذبا لهم: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ} أي من طلب الاستغفار وما قبله و{مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} فهم كاذبون في اعتذراهم {قُلْ فَمَن} استفهام بمعنى النفي أي لا أحد {يَمْلِكُ لَكُمْ مّنَ الله شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً} بفتح الضاد وضمها {أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} أي لم يزل متصفاً بذلك.

.تفسير الآية رقم (12):

{بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12)}
{بَلْ} في الموضعين للانتقال من غرض إلى آخر {ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرسول والمؤمنون إلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ} أي أنهم يُسْتَأْصَلون بالقتل فلا يرجعون {وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السوء} هذا وغيره {وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً} جمع بائر، أي هالكين عند الله بهذا الظنّ.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13)}
{وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بالله وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا للكافرين سَعِيراً} ناراً شديدة.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14)}
{وَلِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً} أي لم يزل متصفاً بما ذكر.

.تفسير الآية رقم (15):

{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (15)}
{سَيَقُولُ المخلفون} المذكورون {إِذَا انطلقتم إلى مَغَانِمَ} هي مغانم خيبر {لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا} اتركونا {نَتَّبِعْكُمْ} لنأخذ منها {يُرِيدُونَ} بذلك {أَن يُبَدّلُواْ كلام الله} وفي قراءة {كَلِمَ الله} بكسر اللام أي مواعيده بغنائم خيبر أهل الحديبية خاصة {قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ الله مِن قَبْلُ} أي قبل عودنا {فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا} أي نصيب معكم من الغنائم فقلتم ذلك؟ {بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ} من الدين {إِلاَّ قَلِيلاً} منه.

.تفسير الآية رقم (16):

{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16)}
{قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأعراب} المذكورين اختباراً {سَتُدْعَوْنَ إلى قَوْمٍ أُوْلِى} أصحاب {بَأْسٍ شَدِيدٍ} قيل هم بنو حنيفة أصحاب اليمامة، وقيل فارس والروم {تقاتلونهم} حال مقدرة هي المدعو إليها في المعنى {أَوْ} هم {يُسْلِمُونَ} فلا تقاتلونهم {فَإِن تُطِيعُواْ} إلى قتالهم {يُؤْتِكُمُ الله أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} مؤلماً.

.تفسير الآية رقم (17):

{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17)}
{لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المريض حَرَجٌ} في ترك الجهاد {وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ} بالياء والنون {جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ} بالياء والنون {عَذَاباً أَلِيماً}.

.تفسير الآية رقم (18):

{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)}
{لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ} بالحديبية {تَحْتَ الشجرة} هي (سَمُرَة)، وهم ألف وثلاثمائة أو أكثرثم بايعهم على أن يناجزوا قريشاً وأن لا يفرّوا، وعلى الموت {فَعَلِمَ} الله {مَا فِي قُلُوبِهِمْ} من الصدق والوفاء {فَأنزَلَ السكينة عَلَيْهِمْ وأثابهم فَتْحاً قَرِيباً} هو فتح خيبر بعد انصرافهم من الحديبية.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19)}
{وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا} من خيبر {وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً} أي لم يزل متصفاً بذلك.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20)}
{وَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} من الفتوحات {فَعَجَّلَ لَكُمْ هذه} غنيمة خيبر {وَكَفَّ أَيْدِىَ الناس عَنْكُمْ} في عيالكم لما خرجتم وهمت بهم اليهود فقذف الله في قلوبهم الرعب {وَلِتَكُونَ} أي المعجلة عطف على مقدّر، أي لتشكروه {ءَايَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ} في نصرهم {وَيَهْدِيَكُمْ صراطا مُّسْتَقِيماً} أي طريق التوكل عليه وتفويض الأمر إليه تعالى.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (21)}
{وأخرى} صفة مغانم مقدّرا مبتدأ {لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا} هي فارس والروم {قَدْ أَحَاطَ الله بِهَا} علم أنها ستكون لكم {وَكَانَ الله على كُلّ شَئ قَدِيراً} أي لم يزل متصفاً بذلك.